يا جماعةَ الخيرِ
يا أهل الوفا
يا سامعينَ الصوت
يا مَن تصمُّون آذانكُم عما يجري من حولِكُم...
أين أنتم يا حضراتِ الطبقة السياسية من كل ما يجري؟
تقتربُ الثورةِ من ان تلامسَ المئةَ يومٍ، وانتمْ في غفلةٍ!
تقتربُ إستقالة الحكومة من أن يمرّ عليها تسعون يومًا وكأن لا شيء في البلد؟
تجري مفاوضات التأليف وكأن البلد بألف خيرٍ وكأن لا أزمة سيولة في المصارف، وكأن المودعينَ لا يقفون كالشحاذينَ يستعطون أموالَهم!
***
أيها "الفاسدونَ أفسدتمُ الفسادَ"
يا سامعين الصوت!
أين انتم؟
هل بلغكم انكم تحكمونَ وتتحكّمونَ بأربعة ملايين لبناني؟
هل بلغكم أن اللبنانيين قطعوا كل العلاقة بكم؟
هل بلغكم أن اللبنانيين كانوا يموتون على أبوابِ المستشفيات وأن الخطر اليوم ان يموتوا في المستشفيات؟
هل بلغكم ان مستشفيات تعاني من نقصٍ في المستلزماتِ الطبية:
عدُّوا معنا:
نقصٌ في "البراغي" التي توضَع في الأرجل أو الأيادي، في حالاتِ الكسر.
نقصٌ في "الرسورات" التي توضَع داخل شرايين القلب.
نقصٌ في مواد "البنج".
نقصٌ في بعض العلاجات.
***
أيها "الفاسدونَ أفسدتمُ الفسادَ"
دلونَا على بلدٍ في بدايةِ العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، يعيش فيه الناس كما يعيش اللبنانيون في لبنان؟
كان لبنان "مستشفى الشرق الأوسط ودول الخليج" فأصبح يؤجِّل العمليات الجراحية لنقصٍ في المستلزمات الطبية.
كان لبنان "فندق الشرق الأوسط ودول الخليج"، فأصبحت فنادقهُ مقفلة الواحدُ تلوَ الآخرِ.
كان لبنان "مطعمَ ومطبخَ الشرقِ الأوسط ودولِ الخليج" فأصبحت مطاعمُهُ مقفلة: لا استثمار ولا أمل في ان تفتحُ في المدى المنظور.
كان لبنان "مدرسة وجامعة الشرق الأوسط ودول الخليج" فأصبحت هذه المدارس والجامعات عرضة للإقفال الواحدة تلوَ الأخرى!
هل بلغكم، على سبيل المثال لا الحصر، ان أعرقَ مدارس لبنان، مدرسة "السيدة - الجمهور"، وجهت رسالة مفادها أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فإن هذه السنة الدراسية ستكون الاخيرة؟!
هذه المدرسة التي تأسست عام 1843 أي منذ 177 عامًا، وعايشت نظام القائمقاميتين ونظام المتصرفيّة وإعلان دولة لبنان الكبير والحربين العالميتين الأولى والثانية ومجاعةَ حربِ الـ 14، مهدَّدة اليوم بالإقفال؟
***
هل تعرفونَ أيها الفاسدونَ حتى "الفسادُ" لم يكن يتوقع ان يؤدي غرفُهُ من قبلكم الى افراغِ وطنٍ بأكملهِ من مقوماتِ عيشهِ الكريم.